من أئمة التصوف السني الأشعري ” القاضي عياض رضي الله عنه “

من أئمة التصوف السني الأشعري ” القاضي عياض رضي الله عنه “

الباب الأول
المبحث الأول : اسمه و نسبه و مولده و نشأته
المبحث الثاني : وفــــاته

 

المبحت ألأول
اسمه نسبه وأصله ومولده ونشأته
اسمه نسبه :
هو الإمام الحافظ القاضى أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبدالله بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى .
وقال ابن الأبار فى معجمه: هوأبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن موسى بن عياض اليحصبى .
وقال ابن خلكان مثل ماقال ابن الأبار,غير أنه سمى جد والد القاضى عياض(عمر) من غير واو.
ويروى المقرى فى أزهار الرياض عن الشيخ أبى القاسم بن الملجوم تلميذ القاضى عياض: أن القاضى عياض عند انصرافه من سبتة قاصدا الحضرة المراكشية زارهم فى دارهم -بمدينة فاس – فسأله ابن الملجوم عن نسبه فقال القاضى : ” إنما أحفظ عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض,وأحفظ بعد ذلك محمد بن عبدالله بن موسى بن عياض, ولاأعرف أن محمدا هدا أبو عياض أو بينهما أحد ” .
ويقول أبنه محمد فى الجزء الذى ألفه للتعريف بوالده: هو القاضى عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبدالله بن موسى بن عيــاض اليحصبى .
وما ذكره ابنه محمد هو الصحيح , ويقرب منه مارواه المقرى عن تلميده ابن الملجوم المتقدم ذكره.( 4 )
وما قاله ابن عيــــــــــاض فى نسب أبيه قد أعتمده كثير من المحققين الذين ترجموا للقاضى,
كمعاصره وتلميذه ابن بشكوال فى الصلة, وابن الخطيب فى الإحاطة فى أخبار غرناطة , والمقرى فى أزهار الرياض,وابن فرحون فى الديباج المذهب وغيرهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 4 ) القاضي عياض و جهوده في علمي الحديث ، رواية و دراية ، د. البشير علي حمد الترابي – دار ابن حزم – بيروت – ط1 1997 .
أصله :
ينتسب القاضى عياض إلى يحصب,وهى قبيلة من حمير سميت باسم جدهم يحصب بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاويه بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث.وينتسب إليها قوم كثيرون نزل بعضهم بالشام وبعضهم بمصر وبعضهم بالأندلس بعد الفتح,وبهم سميت القلعه المعروفة بيحصب بالأندلس, من باب تسمية المكان بمن نزل فيه.
فالقاضى عياض عربى ألأصل والسلاله, عريق فى حمير.ويلتقى نسبه بالأمام مالك بن أنس.
وقد كان أجداده بالأندلس يسكنون جهة بسطة من أعمال جيان .
و في مدينة فاس كانت لهم مكانة علمية و أدبية ظاهرة ، الأمر الذي جعل لهم نبـاهة في الذكر و السمعة في تلك الأوساط ، فلما دخل حكام الدولة العبيدية المغرب ، و ذهبوا إلي مدينة فاس ، أخذوا منها رهناً من خيار بيوتها ، فكان منهم القاسم بن موسى بن عياض ، و أخوه عيسى و حملوهما إلي قرطبة .
و لرحيلهم إلي المغرب و استقرارهم بفاس ثم سبته نسب القاضي عياض إلي المغرب بعض من ترجم له فقال : عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المغربي . ( 5 )
مولده :
أجمع المترجمون للقاضي عياض على أن مولده كان في سنة ست و سبعين و أربعمائة من الهجرة ، و على وجه التحديد في منتصف شهر شعبان ، في مدينة سبتة المغربية . يقول ابن بشكوال : كتب لي القاضي عياض بخطه يذكر أنه ولد في منتصف شعبان سنة ست و سبعين و أربعمائة . ( 4 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 5 ) أزهار الرياض في أخبار عياض ، أحمد بن محمد المقري التلمساني شهاب الدين – مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر – القاهرة ، صندولة إحياء التراث الإسلامي المشترك – 1939 .
( 4 ) القاضي عياض و جهوده في علمي الحديث ، رواية و دراية .
نشأة القاضي عياض :
نشأ القاضي عياض في سبتة في بيت علم و دين . و تلقى العلم – أول ما تلقاه – عن شيوخها .
فبدأ بحفظ كتاب الله حتى أتقنه ، ثم طلب الحديث و الفقه و تتلمذ على أعلام سبتة في وقته ، كالقاضي أبي عبدالله بن عيسى التميمي ، و تتلمذ أيضا على الفقيه أبي إسحاق بن جعفر اللواتي بابن الفاسي و شيوخه بها كثيرون .
و عن نشأة القاضي عياض يقول ابنه : ” نشأ أبي على عفة و صيانة ، مرضي الحال ، محمود الأقوال و الأفعال ، موصوفاً بالنبل و الفهم و الحدق ، طالباً للعلم ، حريصاً عليه ، مجتهداً في طلبه ، معظماً عند الأشياخ من أهل العلم و كثير المجالسة لهم ، و الاختلاف إليهم ، إلي أن برع أهل زمانه ، و ساد جملة أقرانه ، و كان من حفاظ كتاب الله مع القراءة الحسنة و الصوت الجهير و النغمة العذبة ، و الحظ الوافر في تفسيره .
و لما استوفى القاضي عياض الثلاثين من عمره أصبح عالماً قد أخذ من كل فن بطرف ، لكنه لم يقتنع بذلك فهم بالرحلة للمزيد من السماع و المزيد من الشيوخ ، الذين أخذ عن بعض تلاميذهم إليهم ليسمع منهم بغير واسطة طالباً لعلو السند و تحقيق العلم .

المبحث الثاني
وفاته :
اتفق المؤرخون لحياة القاضي عياض و المترجمون له على أنه توفي في عام أربع و أربعين و خمسمائة هجرية . و على وجه التحديد في يوم الجمعه السابع من جمادى الأخيرة من العام المذكور . و هذا التاريخ يوافق عام 1149 م .
كما اتفقوا على أنه توفي بمراكش ، و دفن بها بباب أيلان داخل مدينة مراكش .( 4 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 4 ) القاضي عياض و جهوده في علمي الحديث ، رواية و دراية .

الباب الثاني

المبحث الأول : طلبه للعلم
المبحث الثاني : شيوخه و تلاميذه
المبحث الثالث : مذهبه
المبحث الرابع : مؤلفاته

المبحث الأول
طلبه للعلم :
رحل إلى الأندلس سنة (507هـ ،1113م) طلبًا لسماع الحديث وتحقيق الروايات، وطاف بحواضر الأندلس التي كانت تفخر بشيوخها وأعلامها في الفقه والحديث؛ فنزل قرطبة أول ما نزل، وأخذ عن شيوخها المعروفين كـ”ابن عتاب”، و”ابن الحاج”، و”ابن رشد”، و”أبي الحسين بن سراج” وغيرهم، ثم رحل إلى “مرسية” سنة (508هـ = 1114م)، والتقى بأبي علي الحسين بن محمد الصدفي، وكان حافظًا متقنًا حجة في عصره، فلازمه، وسمع عليه الصحيحين البخاري ومسلم، وأجازه بجميع مروياته.
اكتفى عياض بما حصله في رحلته إلى الأندلس، ولم يلبث أن رحل إلى المشرق مثلما يفعل غيره من طلاب العلم، وفي هذا إشارة إلى ازدهار الحركة العلمية في الأندلس وظهور عدد كبير من علمائها في ميادين الثقافة العربية والإسلامية، يناظرون في سعة علمهم ونبوغهم علماء المشرق المعروفين .
عاد عياض إلى ” سبتة ” غزير العلم، جامعًا معارف واسعة؛ فاتجهت إليه الأنظار، والتفَّ حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، وكانت عودته في (7 من جمادى الآخرة 508هـ ، 1114م )، وجلس للتدريس وهو في الثانية والثلاثين من عمره، ثم تقلد منصب القضاء في “سبتة” سنة (515 هـ ، 1121م ) وظل في منصبه ستة عشر عامًا، كان موضع تقدير الناس وإجلالهم له، ثم تولى قضاء “غرناطة” سنة (531هـ ، 1136م) وأقام بها مدة، ثم عاد إلى “سبتة” مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة (539هـ ،1144م ( .( 4 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 4 ) القاضي عياض و جهوده في علمي الحديث ، رواية و دراية .
المبحث الثاني
شيوخه وتلاميذه :
روى عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي ، ولازمه ، وعن أبي بحر بن العاص ، ومحمد بن حمدين، وأبي الحسين سراج الصغير، وأبي محمد بن عتاب، وهشام بن أحمد ، وتفقه على يد أبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي، والقاضي محمد بن عبد الله المسيلي .
وحدث عن القاضي خلق من العلماء ، منهم الإمام عبد الله بن محمد الأشيرى ، وأبو جعفر بن القصير الغرناطي ، والحافظ خلف بن بشكوال ، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري ، ومحمد بن الحسن الجابري ، وولده القاضي محمد بن عياض قاضي دانية .

المبحث الثالث
مذهبه :
مذهبه في الاعتقاد :
كان القاضي أشعري العقيدة على طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري ، و هذا شأن غالب المالكية بالمغرب و الأندلس .
و قد قرأ القاضي مذهب الأشعري بسبتة صغيراً ، على شيوخه مثل محمد بن عيسى التميمي و غيره .
و مما قرأ من كتب الأشاعرة رسالة بن أبي زيد الفيرواني ، فقد خص ابن أبي زيد قسماً كبيراً في أولها جمع فيه العقيدة على مذهب الأشعري . كما قرأ كتاب المنهاج لأبي الوليد الباجي و غير ذلك .
و هكذا تشبع بالعقيدة الأشعرية صغيراً ، و تمسك بها . و هو في الشفا نراه يحتج كثيراً بآراء أبي الحسن الأشعري و إمام الحرمين الجويني ، مما يثبت صلته الوثيقة بكتبهم و مؤلفاتهم في العقيدة ، و هو إذا ذكر قول أحد الأشعرية قال : ( من أئمتنا ) .
و بالجملة فقد كان القاضي عياض في العقيدة سنياً أشعرياً ، و دان بذلك مدة حياته .
مذهبه في الفقه و الفروع :
من الواضح الجلي الذي لا يحتاج إلي كثير بيان ، أو استشهاد أن القاضي كان مالكي المذهب . فقد وصف القاضي على لسان كثير من المترجمين ( بالمالكي ) .
فقد ألف القاضي عياض في الفقه المالكي غير التنبيهات المذكورة . فألف ” الإعلام بحدود قواعد الإسلام ” .
و من أطلع على مؤلفات المالكية يجدها مشحونة بأقوال القاضي عياض ، و باختصار فقد كان القاضي عياض مالكياً من أعلام مذهب مالك .

المبحث الرابع
مؤلفاته :
كان القاضي عياض موسوعة في المعارف الإسلامية كلها . بل و العربية فهو المحدث الراوي ، و هو الفقيه القاضي ، و هو المؤرخ ، و هو الشاعر و الناثر ، و هو الأديب و الخطيب .
و هذا كله لا يستغرب منه ، فقد كانت هناك المؤهلات و الظروف التي هيأها الله لتجعل من القاضي عياض شخصية فذة ، فقد ألف في الحديث و علومه ، و ألف في الفقه و الأحكام ، و ألف في التاريخ و التراجم .
أولاً : في الحديث و علومه
1 – مشارق الأنوار على صحاح الآثار .
2 – إكمال المعلم بفوائد مسلم .
3 – بغية الرائد بما في حديث أم زرع من الفوائد .
4 – الشفا بتعريف حقوق المصطفى .
5 – الإلماع في ضبط الرواية و تقييد السماع .
6 – الغنية .
7 – المعجم في شيوخ ابن سكرة الصدفي .
8 – ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك .
ثانياً : في الفقه و الأحكام :
1 – التنبيهات المستنبطة في شرح مشكلات المدونة و المختلطة .
2 – القواعد .
3 – الإعلام بحدود و قواعد الإسلام .
4 – نظم البرهان على صحة جزم الآذان .
5 – المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان .
6 – أجوبته عما نزل أيام قضائه من نوازل الأحكام .
7 – الأجوبة المحيرة على الأسئلة المتخيرة .
8 – أجوبة القرطبيين .
9 – كتاب سر السراة في أدب القضاة .
10 – مطامح الأفهام في شرح الأحكام .
ثالثاً : في التاريخ
1 – جامع التاريخ .
2 – الفنون الستة في أخبار سبتة .
رابعاً : مؤلفات أخرى
1 – السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول .
2 – غنية الكاتب و بغية الطالب في الصدور و الترسل .
3 – مسألة الأهل المشترط بينهم التزاور .
4 – ديوان خطبه .
5 – ديوان شعره .
6 – كتاب العقيدة .

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*