اعلام السادة العلويين ابتداء من القرن الثالث الهجري

اعلام السادة العلويين ابتداء من القرن الثالث الهجري

اعلام السادة العلويين ابتداء من القرن الثالث الهجري

 

 

وفي سنة 1230هـ فجعت الأمة بوفاة علم من أعلامها الكبار وهو الشيخ سلمان بيصين رفع الله درجته وكان مؤاخياً للعابد الزاهد ذي الشأن العظيم والجاه الرفيع الشيخ خليل النميلي والسادة العلماء الكبار والشعراء الزهاد الأتقياء الشيخ محمود حسين بعمره والشيخ إبراهيم مرهج والشيخ علي بدره والشيخ حسن زهره والقطب الأمجد والعالم الأوحد فريد زمانه الشيخ حسين أحمد ومعهم اثنا عشر عالماً فقد حازوا قصب السبق في التقوى والزهد والعلوم وتخرج على أيديهم عدد من العلماء ولم يميزوا بين الليل والنهار لطول عبادتهم فلا شاغل يشغلهم إلا العلم والصلاة بالرغم من الصعوبات التي لاقوها في العهد العثماني وكانت الزكاة والأرزاق تنصب عليهم من كل مكان فلم يقبلوها ومعظم أوقاتهم يقضونها بالمغارة كما أفادني فضيلة العلامة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم . وقد انضم إلى ذلك الركب الطاهر العالم الورع الشيخ خليل بن معروف رفع الله مقامه وكانت حياتهم في سنة 1271هـ فكلما مضى منهم سلف أعقبهم خلف ونعم الخلف وهو الشيخ علي سلمان المريقب المؤيد بالعناية الإلهية والماء ينبع من صميم الصخر في مقامه مئات المرات . خلا البراهين والكرامات التي لا تعد ولا تحصى وبنفس المقام والشأن الكبير الذي منحه الله ملكة الكلام ومكاشفة العلماء وهو ابن الثانية عشر الشيخ معلا ربيع محير ألباب علماء عصره لغزارة علمه ومحفوظاته , حتى كادوا أن يظنوا به أنه من الجن , وأما البراهين فحدث ولا حرج ولله در البحاثة الفيلسوف يعقوب الحسن الذي أذهل بكتابه عقول العلماء لاستعراضه فيه كل الديانات والمذاهب القديمه لم يترك مله ولا طائفه من أيام سيدنا آدم عليه السلام إلى مبعث رسول الله (ص) إلا وذكر معتقداتهم وأسماء آلهتهم . وأما فضلية الشيخ ناصر الحكيم الذي عرف بسخائه واستفاد منه القريب والغريب ومن بعض هذا السخاء فقد اشترى ما يزيد على الثلاثين منزلاً مع الأرض التي تضمن المعيشة لأهلها ثم أعطاها للفقراء دون أي نفع فقط لوجه الله وقد يضيق الوقت لتدوين مآثر هذا الشيخ فرحم الله العلماء وأصحاب البراهين الذين استفاد من بركة علومهم ودعواتهم الصالحة الكثير من الخلق . منهم ولي الله الشيخ عبد الكريم محمد المصطبة والشيخ عيسى عمران كنكاروا والشيخ عبد الكريم عمران والشيخ يوسف علي الخطيب والمحقق الكبير وصاحب البراهين الشيخ يونس حسن رمضان . ختاماً بإمام عصره وبقراط دهره العلامة الشيخ سليمان أحمد العالم الرباني الحائز على أربعة عشر باباً من العلم بالرغم إنه كان من أشعر الشعراء وأبلغ الفصحاء في عصره فهو أيضاً فيلسوف لا يجارى وله ديوان كبير من الشعر تتجلى فيه عبقريته وعيِّن عضواً في المجمع العلمي بالرغم من العصر الذي كان فيه وقد اشتهر ذلك العصر بالتزمت والطائفية . ولو وجدوا أفقه منه وأعلم لما صار له هذا المكان . وإن هذا العالم ومن تقدمه كأبناء شعبة والعماد الغساني المعروف بالشيخ أحمد قرفيص والأمير حسن بن مكزون السنجاري وجلال الدين بن معمار الصوفي وحسن بن حمزه الشيرازي لم يعرف العلويون أفقه وأعلم منهم لا لكونهم علماء فقط وإنما لكونهم فلاسفة وشعراء وأتقياء وفقهاء . وأما الشيخ سليمان أحمد رضي الله عنه وأنار الله برهانه فقد أذهل علماء الوطن العربي بذكائه الخارق وعبقريته من شيعه وسنه ونصارى وهم الذين لقبوه بالعلامة ومن هؤلاء العلماء كما جاء بكتاب ولده الدكتور علي سليمان وعنوان الكتاب الإمام الشيخ سليمان الأحمد , والذين أخذوا عنه الكثير منهم آل كاشف الغطاء النجفي المعروف بمحمد الحسين علامة كبير والعلامة عبد الحسين شرف الدين الموسوي , والعالم عبد الحسين نور الدين والعالم ابن شرف الدين الموسوي والعالم محمد رضا الشيبي والشيخ محسن الأمين الحسيني , أحمد عارف الزين وكلهم من أعلام الشيعه البارزين ولقد سمعت شفاهاً من العلامة الشيخ عبد الهادي حيدر عطر الله رمسه قولاً في العلامة الشيخ سليمان الأحمد مفاده أن الشيخ سليمان عندما يحضر في مجلس ما فإنه يرفع المجلس عن مستواه . وتراه كالبحر الزاخر لغزارة علمه وفصاحة لسانه وله عدد كبير من القصائد الشعرية وفيها إعجاز كبير تحدى فيها الشعراء . وقد أثنى على أدبه وعلمه وثقافته وعلى شخصه بالشيء الكبير والجميل رئيس المجمع العلمي بدمشق محمد كرد علي وهو أ شعري المذهب ومن المتعصبين لمذهبه ولقد حضرت أكثر من مرة الذكرى السنوية لوفاته فرأيت العجائب لكثرة الخلق والشعراء والفصحاء . والزوار لا تعد ولا تحصى يوميا ومن المدائح والقصائد الشعرية من سوريا وخارجها فهي بالمئات . ولقد سمعت من شيوخ عائلة بيت الخير القرداحة منهم الشيخ أحمد الخير والشيخ حمدان وغيرهم أن العلامة الشيخ سليمان الأحمد قلّ نظيره ولا يجارى بالفهم والشعر والثقافة واللغة والأدب غفر الله لهم جميعا , ومن المعجبين به كل من صاحبه وجالسه وقرأ له وفي الحقيقة إنه متميز من بين الخلق ولقد أحزن الكثير من الزعماء ورجال السياسة والدين فقدانه ورحليه . من بينهم الرئيس هاشم الأتاسي وفارس الخوري وسليمان المعصراني ونجيب البرازي وسعيد الجزائري وعبد اللطيف الأمين وخضر الشيشكلي وميخائيل ليان وشوقي دندشي ويوسف عبيد ويوسف العبسي وحسن جباره وهذه كلمة رئيس الجمهورية السابق هاشم الأتاسي لدى تأبين العلامة يقول فيها :
أنحني باحترام وإكبار لذكرى فقد عزيز ووطني كريم كان مناراً وهدىً لقومه يأتمون به ويسيرون على نهجه الصالح ومبادئه القومية فيصيبون سبيل الرشاد . إن فقدان الشيخ الصالح (سليمان الأحمد) لخسارة فادحة تصيب هذا الجبل الأشم فتلبسه حلة الحداد والألم وتحزن نفوس أصدقائه ومحبيه وعارفي فضله في كل البلدان لقد أنجب الفقيد علماً من أعلام الأدب والوطنية في العالم العربي أنشأه وتعهده بالروح السامية والمبادئ القومية فأهدى به لأمته عبقرية فذة هي أجل الهدايا وأثمنها والولد سر أبيه وقال : أن الأمة العربية لتحفظ دوماً ما لهذا البيت الكريم من أيادٍ صالحة ووطنية صحيحة وأدب ساحر وصلاح وتقوى . رحم الله الفقيد وشمله بغفرانه ورضوانه وألهم آله وأصحابه العزاء والسلوان والسلام عليكم ورحمة الله .
هاشم الأتاسي
إنا لله وإنا إليه راجعون
فجمع الدين والعلم والمؤمنون بمثلهم الأعلى مصيبة خصتني وإن عمت إنكم الذخر بوجودكم العبر .
عبد الحسين شرف الدين
كلمة الشيخ أحمد عارف الزين وهو من أكابر علماء الشيعه :
طوى الجزيرة حتى جاءني نبأ فزعت فيه بآمالـــي إلى الكذب
حتى إذا لم يجد لي صدقه عذرا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
الله أكبر أي خطب ألّم وأي رزء لم يخص الآل والأهل بل عمّ وأي مصيبة بسليمان لم تروع العلويين خاصة بل الشيعه عامة لأنه كان صلة وصل فقدنا عائدها ولئن بكاه المسلمون والعرب قاطبة فإنما يبكون خادمهم الأمين وسليمانهم الحكيم وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم وليبكه الجبلان الأشمان العلوي والعاملي فلم وكم له في سبيل تآخيهما من مساع كانت المثل الأعلى في الغيرة والتضحية أما مساهمته في مؤازرة العرفان وصاحب العرفان فحدث عن البحر ولا حرج :
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
ومما أسفنا له أشد الأسف عدم إرسال البرقية المؤسفة لنا إلا بعد عدة أيام و إلا لما تأخرنا عن التشرف بتشييع ذاك الجثمان الطاهر وتوديعه الوداع الأخير قدس الله تلك النفس الذكية التي رجعت إلى ربها راضية مرضية وأحسن الله عزاءكم وأطال بقاءكم عسانا نتوفق لزيارة ذاك القبر الشريف وننشد:
أيا قبر هذا الضيف أمال أمة فكبّر وهللّ وألق ضيفك جاثيا
أخوكم الأسف أحمد عارف الزين
20 / شوال 1361هـ الموافق 30/11/ 1942 م

هكذا تكرم الرجال العباقرة والأفذاذ من العلماء كتاب مؤلف من 544 صفحة كله تكريم ومديح وتعازٍ بالمغفور له الشيخ سليمان الأحمد لا يسعني تدوين كل ما فيه منعاً للتطويل .
وأما الشيوخ المعاصرون والذين لقيتهم وتعرفت عليهم في منازلهم وتفضلوا علينا بزياراتهم الكثيرة وكانت بداية معرفتي بهم ولقائي بحضرتهم سلام الله عليهم بداية عام 1965م . العلامة الشهير والشاعر النحرير والأديب الكبير فضلية الشيخ عبد اللطيف إبراهيم صافيتا والعلامة الجليل والشاعر العربي الأصيل صاحب الجاه العريض والمرح المريح الشيخ عبد الهادي حيدر قرية أبو قبيس والفيلسوف والشاعر أيضاً والذي لم تأخذه في دين الله لومة لائم الشيخ كامل الصالح معروف القليعه صافيتا , وقد استفدت من هؤلاء السادة الكثير من العلوم والمعارف والتمحيصات وأما الفيلسوف والشاعر والأديب الشيخ يونس حمدان قرية الطواحين ـ مصياف فقد اشتهر اشتهاراً واسعاً في أوساط الأمة بأدبه الكبير وفلسفته المتنوعة وكان من الحفاظ الكبار فقد حفظ كتاب الله من أوله إلى آخره غيباً وهو في سن التاسعة من عمره ومن تلقاء نفسه بعد تعلمه القراءة وفي سنة 1318 هـ ترقى باجتهاده إلى درس علمي الصرف والنحو وجميع أشكال العلوم , منها علم المعاني والبديع والبيان وخاض غمار الرياضيات والطبيعيات والإلهيات والفلسفة من كتب فلاسفة الإغريق والهند والفرس والعرب وقد استعان بالأستاذ الكبير والفيلسوف النحرير العلامة الشيخ سليمان الأحمد أعلى الله درجتهما وله مؤلفات تجاوزت الثلاثة آلاف صفحة من الورق العادي ومن هذه المؤلفات جامع الحقائق ، عين اليقين في آداب الدنيا والدين وهو في جزأين ، سلّم النجاة ، أسرار الحكمة ، ديوان شعري ، والمحاورات والمناظرات إضافة إلى كتاب المبادئ والأحكام في أصول الدين والإسلام(1) ومن الشيوخ الذين منّ الله علينا بمعرفتهم وأتحفونا ببركة دعائهم العالم الفاضل والشاعر البارع العابد الزاهد ذو الهيبة والنسك والوقار والذي تجاوز سن المئة حتى عام 2001م الشيخ حسين سعود قرية حلبكو والقاطن في مدينة جبلة . ومن العلماء الذين سمعت منهم الكثير من العلوم العالم والشاعر الشيخ علي أحمد سلحب الذي لم ترَ عيني رجلاً صابراً على بلاء الله أكثر منه وبالرغم من الأمراض المحيطة به لم يغفل عن ذكر الله وأداء الواجب . وأما الشيخ الجليل ذو الشأن الرفيع الذي موائده لم ترفع وكرمه لم ينقطع الشيخ أحمد معلا غانم قرية بيت عليان طرطوس فقد حفظ الكثير من العلوم وخاصة كتاب الله وهو في سن السابعة من عمره رضي الله عنه ومن الشيوخ الكرام الذين لقيتهم وكرمهم عم الكثير والدماء لم تجف من بيوتهم إضافة إلى البراهين والكرامات والتي يعلمها مئات الألوف الشيخ حسن الصالح والشيخ خضر السليمان قرية الحميري ويضاف إليهم بنفس المزايا الشيخ عيسى إبراهيم جلميدون والشيخ علي كامل بكدري ومن الشيوخ الذين تكرموا علينا بدعائهم وكانوا حقاً مجابي الدعاء الشيخ عبد اللطيف المحسن بيت ميهوب والشيخ علي حسن رمضان بشبطه طرطوس والشيخ يوسف مهنا وكانوا جميعاً بعصر واحد ومن المعاصرين أيضاً الشيخ محمد القصر قلعة العليقه ومعهم فضلية الشيخ إسماعيل الرقمة فكان لهؤلاء الشيوخ اليد البيضاء في الورع والزهد وقد أذهلت عقول البشر والشيخ إسماعيل هو صاحب السؤال للعلامة الشيخ سليمان الأحمد لتأليف رسالته ولقيت ولديه الشيخ محمد والشيخ أحمد وكانا على غاية من الفهم والعلم رضي الله عنهم وقد لقيت الأديب الكبير والشاعر والعالم والفقيه الكبير بأصول اللغة العربية الشيخ سلمان الخطيب جيبول فقد أفادني الشيء الكثير عن فلسفة العماد الغساني أنار الله برهانيهما والذين حازوا قصب السبق بالعباده والجلاده والصبر عليها والشيخ علي يوسف الوقاف مصياف وأخوه الشيخ محمد اليوسف النجل الأكبر والشيخ محمد غانم طرطوس وقد بلغ المائة عاماً والشيخ عبد الكريم سلامه ربعو والشيخ علي الخطيب زاهد رضي الله عنهم . وأقول بصدق وأمانة من خلال لقائي ومعرفتي بعدد من الشيوخ الأجلاء فإن أخلاقهم رضي الله عنهم تشابه أخلاق الأنبياء ، والكرم والسخاء لا حدود له والعبادة والتقوى في الذروة عندهم والحق عندهم أجلّ الأشياء لا يساومون عليه ولقد عانوا القدح من أهل البدع والتضليل بالشيء الكثير وكراماتهم التي منَّ الله عليهم بها فهي لا تحصى ولقد استفاد الكثير من أبناء هذه الطائفة من دعواتهم واستجابة ذلك الدعاء فهم حقاً أهل للفضيلة سلام الله عليهم أجمعين ورأيت بنفسي العدد الكبير من البراهين ورآها الآخرون ولا ينكرها عاقل .

[أعلام العلويين في القرنين 12\ 13 هجرية
من أعلام العلويين في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر هجرية
الشيخ حسن حمدان المعروف باسم / أبو حمدان / المتوفي سنة 1230 هجرية
كان الشيخ أبو حمدان شيخ جليل القدر ذو همة عالية وتقى وورع وكان من أخلّاء الشيخ الجليل خليل بن معروف النميلي ورفيقه في مسيرته الجهادية في سبيل رفع ذكر العلويين والحفاظ على بقاء ذكر الشيوخ الأقدمين لهذه الطائفة الكريمة
فقد سار معه لفتر طويلة يجوبون جبال الساحل السوري لبناء الأضرحة والمقامات الدينية فقد قاما معا” بمساعدة من ذوي الهمة ببناء مقام الخضر عليه السلام بالقرب من قرية الطليعي في قرية تعرف الآن باسم تلة الخضر كما قاما ببناء مقام الشيخ حسن بالتوانين في قرية التوينين ومقام الشيخ عبد الهادي المصري وللشيخ أبو حمدان تشريفة بالقرب من هذا المقام قدسهم الله أجمعين
توفى الشيخ أبو حمدان في قرية زبرقان سنة 1230 هجرية وله مقام كبير هناك يخدم هذا المقام أحفاد

الشيخ المتواجدين حتى الآن في زبرقان وله أحفاد  آخرين في قرية خربة أبو حمدان هذه القرية التي مازالت تحمل اسمه حتى الآن

 

 

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*