سيدي أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه

سيدي أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه

سيدي أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه

حجة العارفين، وشيخ الواصلين، إمام الإرشاد، وشيخ العباد والزهاد، القطب الغوث، المتصرف صاحب الدائرة الكبرى، إمام الأئمة، وغوث الأمة، الولي الكبير، والعلم الشهير سيدي تاج الدين أبو العباس أحمد بن عقبة الحضرمي اليمني الشاذلي الوفائي قدّس سره العالي.
كان رضى الله عنه جامعًا بين الشريعة والحقيقة، وكان من أهل الكشف الكبير، وله وقائع عظيمة، وخوارق عادات جسيمة، وكان من أهل السر المصون، وكان في زمنه غوثًا متصرفًا في جميع الموجودات.
مولده رضى الله عنه ببلاد حضرموت، وقدم مصر، فاستوطنها، وأخذ الطريقة، وتلقى أنوار الحقيقة عن شيخه ومربيه سيدي ومولاي الشريف أبو السيادات يحيى القادري بن وفا ابن سيدي شهاب الدين أحمد بن وفا بن القطب الكبير سيدي أبي التداني محمد وفا رضى الله عنه. وكان الشريف سيدي يحيى من ذوي الفضل الكبير، وكان له القبول الحسن عند الخاص والعام، معربًا عما في الأفهام، محمدي المقام.
وتوفي رضي الله عنه وأرضاه يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثمان مئة، ودفن بمشهد أسلافه ساداتنا بني الوفا، بجانب أخيه، اللهم انفعنا بهم، وحققنا بالتبعية لهم.
وبعد أخذ سيدي أبو العباس رضى الله عنه الطريقة على شيخه المذكور فتح عليه، فأقبلت الناس إليه، وتبركوا بالجلوس بين يديه، وكثرت أتباعه وعم انتفاعه.
وكان يحضر مجالس العلماء، وتحضر العلماء مجلسه، حتى صار أوحد زمانه علمًا وعملًا، وحالًا ومقالًا.
ومن وقائعه العظيمة واقعته وكشفه في الواقعة التي حصلت لتلميذه سيدنا أحمد زروق رضى الله عنه، وذلك أن سيدنا أحمد زروق لما قدم من المغرب الأقصى، قال سيدنا أبو العباس لتلامذته: انزلوا بنا إلى بولاق؛ لملاقاة أخيكم المغربي. فنزلوا إلى بولاق، فأتوا إلى موضع مرسى المراكب، وإذا بسيدنا الأستاذ أحمد زروق نازلٌ من المركب، فاجتمع بمولانا أبي العباس، وأخبره بما وقع له مع مولانا عبد الله المكي، وما جرى له معه، فقال له سيدنا أبو العباس: لا بأس عليك منه، وأخذه معه إلى القاهرة، ولقنه العهود والأوراد، وأدخله الخلوة، فمكث أيامًا في الخلوة، وإذا بسيدنا أبو العباس كان جالسًا في حلقة من أصحابه، فمد يده، وصاح، وقال لتلامذته: امشوا لأخيكم المغربي؛ فإن الحية العمياء قد هدت عليه الخلوة، وقد كان مولانا عبد الله المكي هذا ضريرًا، فمشوا إلى الخلوة التي كان فيها مولانا زروق، فوجدوها مطبوقة عليه، فأخرجوه من تحت البناء سالمًا ما أصابه شيء بإذن الله تعالى، ويد مولانا أبي العباس قد انكسرت، فقال له: قد نجاك الله من هذه الآفة العمياء، ولم يبق له عليك تسلط، وقد كان مولانا أبو عبد الله المكي مد يده ليتصرف في مولانا زروق من مدينة فاس غيرةً منه، فهدم عليه الخلوة، فنجاه الله ببركة سيدنا أبي العباس، وحفظه منه.
وله كرامات رضى الله عنه كثيرة، ومكاشفات عجيبة.
توفي مولانا أبو العباس الحضرمي رضى الله عنه بمصر بعد الثمان مئة، ودفن بالقرافة الشاذلية الكبرى. اللهم أمدنا وأحبتنا بمدده، وانفعنا به وبأسراره. آمين.

 

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*